نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 160
إليه، فقلت: يا مولاي ولم ذلك؟
فقال: أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه وبينهم)[1]
وهكذا نص جميع الأئمة على أن
الإخلاص شرط لقبول الأعمال، وحصول البركة فيها، وأن الله لا يقبل من الأعمال إلا
ما كان خالصا لوجهه، كما عبر عن ذلك الإمام الصادق بقوله: (قال الله تعالى: أنا
خير شريك، من أشرك بي في عمله لن أقبله إلا ما كان لي خالصا)[2]
وقد
روي مرفوعا إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فقد قال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (قال الله، عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل لي عملا
أشرك فيه غيري، فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك)[3]
وبناء على هذا كانت حركة الإمام
الحسين حركة متجردة لله، لا تريد أي غرض؛ ولذلك لم يحسب أي حساب للتضحيات التي
سيقدمها، لأنه كان يعلم أنه يقوم بواجبه الشرعي، كما عبر عن ذلك بقوله في وصيته
لأخيه محمد بن الحنفية: (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن على بن
أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية: أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، جاء، بالحق من عند الحق، وأن الجنة
والنار حق، وأن الساعة آتية لاريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأني لم أخرج
أشرا، ولابطرا، ولا مفسدا، ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد
أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي على بن أبي طالب عليهما
السلام، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد على هذا أصبر حتى يقضي
الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين)[4]