نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 161
وقال بعد أن انتهى إليه نبأ قتل
رسوله وسفيره مسلم بن عقيل، مخاطبا الجيش الذي مع الحر: (أيها الناس، ان رسول الله
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم
الله، ناكثا لعهد الله، لسنة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول،
كان حقا على الله أن يدخل مدخله)، ألا وان هولاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا
طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفئ، وأحلوا حرام الله،
وحرموا حلال الله، وأنا أحق من غير، وقد أتتني كتبكم، وقدمت علي رسلكم ببيعتكم
أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأنا الحسين بن
على، وابن فاطمة بنت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، نفسي مع أنفسكم، وأهلي مع أهليكم، فلكم في
أسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم
بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم ! والمغرور من اغتر بكم، فحظكم
أخطأتم، ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فانما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم، والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته)[1]
فهذه النصوص المضمخة بعطر
الإخلاص والتجرد والتسليم لله، والسعي لأداء ما يتطلبه التكليف الشرعي هي التي
تشرح بدقة الرسالة التي انتهض الإمام الحسين لأدائها، مهما كانت الظروف، لكن الذين
لا يعرفون هذا، أو لا يقرؤون هذه النصوص، أو يشكون فيها، يسيئون فهم هذه الحركة،
لأنهم لا ينظرون إليها من مفاتيح أسبابها الشرعية، وإنما من زاوية الأهواء
والمصالح المحدودة.
وكان في إمكانهم لو قرؤوا
القرآن الكريم، وعرفوا أن الإمام الحسين والقرآن لا يفترقان، لوجدوا أن الإخلاص
والتسليم لله، يجعل صاحبه يقدم على كل تضحية، مادام فيها
[1] تاريخ الطبري 3: 306، الكامل في
التاريخ 2: 552، احقاق الحق 11: 609، وقعة الطف: 172..
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 161