نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241
الحسين للتحريفات التي طرأت على
الدين بسبب عزل من أوصى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) باتباعهم والرجوع إليهم.
فقد وقف الإمام الحسين ضد
التجسيم والتشبيه وكل التحريفات العقدية التي أدخلها علماء البلاط الأموي إلى
العقيدة الإسلامية، ووقف ضد الانحلال الأخلاقي والفساد السياسي، وكل تلك التشويهات
التي عرضت للقيم الإسلامية في مجالاتها المختلفة.
وبما أن حب الدنيا والانشغال
بها، والبعد عن التقوى هي السبب في كل ما حصل من تحريفات، نرى أن أكثر مواعظه كانت
تحذيرا من الاغترار بالدنيا، والركون إلى أهلها، ومن الأمثلة على ذلك قوله في بعض
خطبه: (أوصيكم بتقوى الله واحذركم أيّامه وأرفع لكم أعلامه، فكان المخوف قد أفد
بمهول وروده، ونكير حلوله، وبشع مذاقه، فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم،
فبادروا بصحّة الأجسام في مدّة الأعمار كأنّكم ببغتات (جمع بغتة) طوارقه فتنقلكم
من ظهر الأرض إلى بطنها، ومن علوّها إلى سفلها، ومن اُنسها إلى وحشتها، ومن روحها
وضوئها إلى ظلمتها، ومن سعتها إلى ضيقها، حيث لايزار حميم، ولا يعاد سقيم، ولا
يجاب صريخ. أعاننا الله وإيّاكم على أهوال ذلك اليوم، ونجّانا وإيّاكم من عقابه،
وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه.. عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم ومدى مظعنكم
كان حسب العامل شغلاً يستفرغ عليه أحزانه، ويذهله عن دنياه، ويكثر نصبه لطلب
الخلاص منه، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه، مستوقف على حسابه، لا وزير له
يمنعه، ولا ظهير عنه يدفعه، ويومئذ لاينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو
كسبت في إيمانها خيراً، قل انتظروا إنّا منتظرون.. اُوصيكم بتقوى الله فإنّ الله
قد ضمن لمن اتّقاه أن يحوله عمّا يكره إلى مايحبّ، ويرزقه من حيث لايحتسب، فإيّاك
أن تكون ممّن يخاف على العباد من ذنوبهم، ويأمن العقوبة من ذنبه، فإنّ الله تبارك
وتعالى لايخدع عن جنّته ولاينال ماعنده إلاّ بطاعته
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241