نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 259
وردت في فضله، والمخبرة عن دوره
العظيم في هذا الدين بقوله: (وهذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من الصبر على جور الأئمة
وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأن من خالف
ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد، ولهذا أثنى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على الحسن بقوله: (إن
ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) ولم يثن على أحد لا
بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة) [1]
وهو بقوله هذا يتنكر لكل تلك
الأحاديث التي وردت في فضل الإمام الحسين ، زيادة على كونه لم يفهم سر ما فعله الإمام
الحسن ، وأنه ما فعله إلا اضطرارا عندما رأى تخاذل المسلمين عن نصرته، وكان الأولى
بابن تيمية أن يلوم المتخاذلين، لا أن يوبخ أهل بيت النبوة الذين لا يحتاجون إلى
من يعلمهم أو يوجههم، وكيف يحتاجون إلى ذلك، وكل ما يصدر منهم عهد من رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إليهم، كما وردت بذلك الروايات الكثيرة.
وهكذا نرى للأسف ابن خلدون الذي
راح يرمي الإمام الحسين بعدم قبول النصيحة، وبالجهل بالواقع؛ فيقول بكل جرأة: (فتبين
بذلك غلط الحسين، إلا أنه في أمر دنيوي لا يضره الغلط فيه، وأما الحكم الشرعي فلم
يغلط فيه، لأنه منوط بظنه، وكان ظنه القدرة على ذلك، وأما الصحابة رضوان الله
عليهم الذين كانوا بالحجاز ومصر والعراق والشام والذين لم يتابعوا الحسين رضوان
الله عليه، فلم ينكروا عليه ولا أثمّوه، لأنه مجتهد وهو أسوة للمجتهدين به)[2]
[2]
ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، عبد
الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، المحقق:
خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، الطبعة: الثانية، 1408 هـ - 1988 م، 1/270.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 259