وقال
الإمام الحسن: (مَن قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك،
طُبع بطابع الشهداء، وإن قرأ إذا أمسى فمات في ليلته طُبع بطابع الشهداء)([530])
وهكذا
يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تخص الآيات التي ورد فيها أسماء الله الحسنى
وصفاته العليا بالمزيد من العناية حتى تترسخ معانيها في نفسك، وحتى تكون سببا
لترقيك في مقامات العرفان التي لا حدود لها؛ فقد روي عن الإمام علي أنه قال: (فتجلّى
لهم سبحانه في كتابه من غير ان يكونوا رأوه) ([531])
معارج القيم:
أما
معارج القيم ـ أيها المريد الصادق ـ فهي كل السور والآيات المرتبطة بالسلوك
والأخلاق والمواقف والمعايير والموازين التي توزن بها الأمور..
ومن
الأمثلة عن اعتبارها في فضائل السور والآيات القرآنية ما ورد في الحديث أنه a بعث بعثا، فاستقرأهم فقرأ كل
رجل ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنا فقال: (ما معك أنت يا فلان؟)، قال:
معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال: (أمعك سورة البقرة؟)، قال: نعم.. اذهب فأنت
أميرهم، فإنها إن كادت لتحصى الدين كله)، فقال رجلٌ من أشرافهم: والله ما منعني يا
رسول الله أن أتعلمها إلا خشية أن لا أقوم بما فيها، فقال a: (تعلموا القرآن واقرأوه
وقوموا به، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح
بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه ويرقد وهو في جوفه كمثل
[529] الترمذي (2922)،
وأحمد (5/26 رقم 20306)، والدارمي (3425)