responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 10

مصدرا لأولي الألباب الذي لم يخلطوا الحقائق المعصومة بأي شيء آخر.

لذلك لا عبرة ـ أيها المريد الصادق ـ بكثرة المعارف، ولا بكثرة المصطلحات والمفردات المرتبطة بها.. ما دامت لم ترد إليك من مصادر معصومة موثوقة لا يتطرق إليها الشك، ولا يتسلل إليها الشيطان.

وإلا فإن كل علم يتسلل إليه الوهم، أو يتطرق إليه الشيطان علم لا ثقة فيه، ولا يمكن أن تعتبر صاحبه عالما ولا عارفا، وكيف تعتبره، وهو لا يستطيع أن يثبت لك ما يقوله لا بالعقل المجرد، ولا بالوحي المسدد؟

وأنا لا أدعوك من خلال هذا لتكذيبه، أو لاعتباره ملفقا ومزورا وكاذبا، أو كافرا أو زنديقا كما يذكر المحجوبون.. فمن يفعل ذلك يكون كمن رد الخطأ بالخطيئة.. والوهم بالجريمة..

فأولئك الذين يذكرون تلك التي يسمونها معارف، متيقنون مما يقولونه، ويعتبرونه ثابتا عندهم.. لكنه لا يصح أن يصير ثابتا عند غيرهم ما لم يدل عليه الدليل المعصوم، وإلا ألّف كل من رزق الولاية والصلاح رسالة في العقائد يضاهي بها النبوة، ويدعي أن حقائقها غير كافية.

ولذلك أنصحك ـ أيها المريد الصادق ـ بأن تترك كل ذلك، وتفعل ما نصحك به نبيك a حين رأى بعض أصحابه يحمل كتابا أصابه من بعض اليهود، فغضب رسول الله a، وقال: (أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني)([5])


[5] رواه أحمد: 3/ 387 ح (15195)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست