نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
من البشر، مثلما زعم اليهود، الذين حصروا النبوة والصلاح والولاية في بني
إسرائيل، لكان ذلك منافيا للعدالة.. لكنها متاحة للجميع بشروطها التي لا تعدو أن
تكون توفير القابلية أو البيئة الصالحة لتنزل التوفيق الإلهي.
وأول تلك الشروط، وهو يسير سهل لا يُحرم منه إلا المحرومون دعاء الله
تعالى بطلب التوفيق والهداية والصلاح وغيرها.. والله لا يخيب من دعاه، ولا يرد من
قصده.. والدعاء دليل على الصدق، والله لا يرد الصادقين.
ولهذا يذكر الله تعالى أن الصالحين كانوا يدعون
الله تعالى أن يوفقهم لمراضيه، والتي يتصورها الغافلون أفعالا محضة لهم تقع
باختيارهم وبتنفيذهم، ولا دخل لله فيها.
ومن ذلك قول الخليل عليه السلام:﴿ رَبَّنَا
وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
(البقرة:128)، فأخبر الخليل عليه السلام أنه تعالى هو الذي
يجعل المسلم مسلما، فلذلك طلب منه أن يجعله مسلما وذريته.
ومن ذلك قوله تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام
أنه قال عن ولده:﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً﴾ (مريم: 6)
وأخبر تعالى عن مقالة الثابتين مع طالوت، وكيف
رجعوا إلى الله في طلب الصبر والتثبيت، فقال تعالى:﴿ وَلَمَّا
بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً
وَثَبِّتْ
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147