نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 235
فيحمله ذلك على أن ينفق جميع ماله في ن+صرة مذهبه والذب عنه ويخاطر
بروحه في قتال من يطعن في إمامه ومتبوعه، فكم من دم أريق في نصرة أرباب المذاهب) ([294])
وهذا الحب المفرط البالغ درجة العشق لا يرتبط بحب الصورة، يقول:(وليت
شعري من يحب الشافعي مثلاً فلم يحبه ولم يشاهد قط صورته؟ ولو شاهده ربما لم يستحسن
صورته، فاستحسانه الذي حمله على إفراط الحب هو لصورته الباطنة لا لصورته الظاهرة،
فإنّ صورته الظاهرة قد انقلبت تراباً مع التراب، وإنما يحبه لصفاته الباطنة من
الدين والتقوى وغزارة العلم والإحاطة بمدارك الدين وانتهاضه لإفادة علم الشرع
ولنشره هذه الخيرات في العالم، وهذه أمور جميلة لا يدرك جمالها إلا بنور البصيرة،
فأما الحواس فقاصرة عنها) ([295])
ومثل ذلك من يحب غيره ويفضله ويتعصب له، فإن حبهم لا يرجع إلا (لاستحسان
صورهم الباطنة من العلم والدين والتقوى والشجاعة والكرم وغيره)
وقد حاول حصر تلك الصفات الباعثة على المحبة في صفتي العلم والقدرة،
فقال:(وتلك الصفات ترجع جملتها إلى العلم والقدرة إذا علم حقائق الأمور وقدر على
حمل نفسه عليها بقهر شهواته، فجميع خلال الخير يتشعب على هذين الوصفين، وهما غير
مدركين بالحس، ومحلهما من جملة البدن جزء لا يتجزأ فهو المحبوب بالحقيقة. وليس
للجزء الذي لا يتجزأ صورة وشكل ولون يظهر للبصر حتى يكون محبوباً لأجله) ([296])
انطلاقا من هذا فإن جمال العلم والقدرة مرتبط بتوفر الكمال فيهما،
يقول:(كلما كان