responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236

المعلوم أشرف وأتم جمالاً وعظمة كان العلم أشرف وأجمل، وكذا المقدور كلما كان أعظم رتبة وأجل منزلة كانت القدرة عليه أجل رتبة وأشرف قدراً)

ثم طبق هذا على جمال الله تعالى؛ فذكر أن العلم والقدرة لا يكتملان إلا لله عز وجل؛ أما من ناحية العلم، (فأين علم الأوّلين والآخرين من علم الله تعالى الذي يحيط بالكل إحاطة خارجة عن النهاية حتى لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السموات ولا في الأرض؟)

ولهذا، فإن الحب الناشئ من اعتقاد كمال العلم لا يحق إلا لله عز وجل، يقول: (فإن كان جمال العلم وشرفه أمراً محبوباً وكان هو في نفسه زينة وكمالاً للموصوف به فلا ينبغي أن يحب بهذا السبب إلا الله تعالى. فعلوم العلماء جهل بالإضافة إلى علمه، بل من عرف أعلم أهل زمانه وأجهل أهل زمانه استحال أن يحب بسبب العلم الأجهل ويترك الأعلم وإن كان الأجهل لا يخلو عن علم ما تتقاضاه معيشته. والتفاوت بـين علم الله وبـين علم الخلائق أكثر من التفاوت بـين علم أعلم الخلائق وأجهلهم، لأن الأعلم لا يفضل الأجهل إلا بعلوم معدودة متناهية يتصوّر في الإمكان أن ينالها الأجهل بالكسب والاجتهاد وفضل علم الله تعالى على علوم الخلائق كلهم خارج عن النهاية إذ معلوماته لا نهاية لها ومعلومات الخلق متناهية) ([297])

أما الناحية الثانية، وهي صفة القدرة، وهي التي يتفق البشر على كونها كمالا، وأن العجز نقص، ويتفقون على أن (كل كمال وبهاء وعظمة ومجد واستيلاء فإنه محبوب وإدراكه لذيذ، حتى أن الإنسان ليسمع في الحكاية شجاعة الشجعان، فيصادف في قلبه اهتزازاً وفرحاً وارتياحاً ضرورياً بمجرّد لذة السماع فضلاً عن المشاهدة ويورث ذلك حباً في القلب


[297] إحياء علوم الدين (4/ 301)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست