responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 244

وهكذا ففي أي تقسيم من تقسيمات العقول نجد لله تعالى المرتبة التي ليس فوقها مرتبة.

والمملكة الحقيقية لا تستقيم إلا بملك قد حاز من الرتب أعلاها؛ فلا ينافسه في كماله منافس، ولا يتطلع إلى جلاله متطلع.

وهكذا ـ أيها المريد الصادق ـ يمكنك أن تعمق معرفتك بملكية الله وتدبيره من خلال تأملك في اسمه تعالى [المولى النصير] الوارد في قوله: P وَإِنْ تَوَلوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)O (الأنفال)

ذلك أن من صفات الملك أن يكون مولى يُفزع إليه، ونصيرا يستنجد به، وهاتان صفتان لا يستقيم الملك ولا يكمل إلا بهما؛ فالملك الحقيقي هو من فزعت إليه رعيته، واستنجد به المستضعفون منهم، وهما لا ينطبقان حقيقة إلا على الله.

فالمولى هو الذي كلما افتقرت إليه وجدته أقرب إليك منك.. فهو يرحمك، وينصرك، ويرزقك، ويعطيك ما سألته، وما لم تسأله، وهو أعلم بك منك، فلذلك لا يعطيك إلا ما ينفعك، ولا يهديك إلا إلى ما يرفعك.

وأما (النصير)، فهو من يحتاجه كل من له أعداء، حتى ينصره عليهم.. وليس هناك من ليس له عدو، وليس هناك من يستغني عمن ينصره عليهم، وليس ذلك إلا الله؛ فهو النصير الوحيد الذي ينصرك من كل عدو، ويحفظك من كل بلاء، ويعينك على كل هم.

وهكذا ـ أيها المريد الصادق ـ يمكنك أن تعمق معرفتك بملكية الله وتدبيره من خلال تأملك في اسمه تعالى (المعطي)، والذي وردت الإشارة إليه في قوله تعالى: P مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلّاً نُمِدُّ

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست