responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 286

ولهذا حصل الصراع بين تلك الكائنات المكلفة المستخلفة، نتيجة بعدها عن ربها، لا نتيجة معرفتها به، كما قال تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ الله وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ الله مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ الله مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]

وإن شئت مثالا يقرب لك هذا المعنى ـ أيها المريد الصادق ـ فتخيل لو أن هناك مدرسة من المدارس أراد القائمون عليها تدريب الطلبة على الاستقلالية في اتخاذ القرارات، فلذلك تركوا للتلاميذ الحرية في عمل أي شيء فيها من دون أن يخبروهم أنهم تحت الاختبار.

وقد جعل هذا بعضهم أو أكثرهم يتوهمون أن الأمر صار لهم صيرورة كاملة، فراحوا يتصرفون بحسب ما تقتضيه أهواؤهم، وهو ما أوقعهم في الصراع، لأن الأهواء تقع على محال واحد، كإدارة المدرسة مثلا، والكل يريدها لنفسه، ولذلك يتصارعون من أجل الحصول عليها.

أما غيرهم من الذين يعلمون أنهم في مرحلة تدريبية، وأن الإدارة الحقيقية للمدرسة باقية، وأنها تهيمن على كل شيء، وأنها ما تركت لهم الفرصة ليتخذوا ما شاءوا من القرارات إلا لتبلو سرائرهم، وتعرف حقائقهم؛ فلن يتحركوا حركة إلا وفق ما يقتضيه السلام والأدب والأخلاق.

وهكذا هو واقع الكون ـ أيها المريد الصادق ـ فالذين يؤمنون بهيمنة الله تعالى على كل شيء، ممتلئون بالسلام، ويشعرون بأنهم في ضيافة رب رحيم كريم لطيف، وأنهم ما خلقوا

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست