نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 89
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى عند ذكره لقول الملائكة عليهم السلام: ﴿قَالُوا
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ
بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ [البقرة: 30]
وغيرها من الآيات الكثيرة، ومثلها الأذكار المروية عن رسول الله a وعن أئمة الهدى والتي يجتمع
فيها كلا الأمرين: التنزيه والحمد، والتي توهم بعض من توهموا أنفسهم منزهة أن فيها
تشبيها لا يليق بالله تعالى، فراحوا يؤولونه، ويحرفون الكلم عن مواضعه.
وقد روي في هذا أن بعضهم قال للإمام الرضا: (الله واحد والإنسان واحد، فليس قد تشابهت
الوحدانية؟) فقال: (إنّما التشبيه في المعاني، فأمّا في الأسماء فهي واحدة، وهي
دلالة على المسمّى..
والإنسان
نفسه ليس بواحد؛ لأنّ أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة غير واحدة، وهو أجزاء مجزّأة.. فالإنسان واحد في الاسم،
لا واحد في المعنى.. والله جلّ جلاله واحد لا واحد غيره) ([132])
ولهذا نجد القرآن الكريم يضرب الأمثال المرتبطة بنا ليعرفنا بنفسه،
فيقول: ﴿ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ
سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [الروم: 28]