نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 155
وقال: (من اقتطع حق امرئ مسلم
بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة) فقال رجل: وإن كان شيئا يسيرا
يا رسول الله؟ فقال: (وإن قضيبا من أراك) ([117])
وقال: (لن يزال المؤمن في فسحة من
دينه ما لم يصب دما حراما) ([118])
وقال: (من مر في شيء من مساجدنا، أو
أسواقنا، ومعه نبل فليمسك، أو ليقبض على نصالها بكفه؛ أن يصيب أحدا من المسلمين
منها بشيء) ([119])
وبذلك؛ فإن نصر الله الذي وعد به
المؤمنين متحقق لا محالة، سواء في هذه الدنيا، أو في الآخرة، وسواء في عالم الروح
أو عالم الجسد.. والمؤمن هو الذي يسلم لربه، ولا يجادله، لأنه يعلم أنه الأدرى
والأعلم بمصالحه.
ولهذا؛ فإن الآيات التي تعد
المؤمنين بالنصر وتعد أعداءهم بالهزيمة متحققة لا محالة، سواء في هذا العالم
البسيط المحدود، أو في ذلك العالم الممتد الذي لا حدود له، كما عبر عن ذلك قوله
تعالى: ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا
يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ
رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الدخان: 40 - 42]،
وقال: ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ
مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ الله هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ
يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشعراء: 91 - 93]
وأخبر عن مؤمن آل فرعون أنه قال
لقومه ناصحا: ﴿ يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي
الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ الله إِنْ جَاءَنَا﴾ [غافر: 29]
وأخبر عما حصل لفرعون وملئه بعد كل
ذلك الزهو والكبرياء والغرور، فقال: