نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145
أئمة الهدى في ذلك.
ثانيا ـ حفظ وحدة الأمة من التصدع، لأن الإمام يتولى كل شؤون الأمة، ويمثل
وحدتها السياسية كأمة واحدة، مثلما كان في عهد رسول الله a.
ثالثا ـ تحقيق الحاكمية الإلهية.. فأئمة الهدى لا يكتفون ببيان حقائق الدين،
وإنما يسعون إلى تنفيذها في الواقع، عبر تحقيق الحاكمية الإلهية في جميع الشؤون.
وسنذكر في هذا المبحث ما يتعلق بالأحاديث الواردة في هذه الجوانب:
1 ـ حفظ الدين من
التحريف:
وهو أول الأدوار وأهمها، ذلك أن الدين هو الأساس الذي تقوم عليه الحياة
بكل جوانبها، وتحريفه يعني تحريف كل شيء، ابتداء من المعارف العقدية، وانتهاء
بالقيم السلوكية التي لا ترتبط بحياة الفرد فقط، وإنما ترتبط بحياة المجتمعات
والأمة جميعا.
ولذلك ورد التعبير في القرآن الكريم عن الدين المحفوظ من التغيير
والتبديل بكونه الصراط المستقيم، والذي أخبر رسول الله a أنه سراط واحد، وتمثله فئة واحدة، وهي التي نص عليها قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]
وهي تشير إلى أن من انحرف عن ذلك السراط المستقيم سيقع في سراط المغضوب
عليهم أو الضالين.. أما المغضوب عليهم؛ فأولئك الذين عرفوا وصايا رسول الله a لكنهم أعرضوا عنها بالكتمان
والتأويل، وأما الضالون؛ فأولئك الذين تاهوا عنها بسبب الشغب الذي قام به المغضوب
عليهم ليحرموا الأمة من الهداية في صورتها الناصعة الجميلة.
وقد فسر الإمام الصادق ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
[الفاتحة: 6] بقوله: (أرشدنا للصراط المستقيم، للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك،
والمبلغ إلى جنتك، والمانع أن نتبع أهواء
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145