[الحديث: 463] وعن القرظي قال: خرج أبو ذر إلى الربذة فأصابه قدره،
فأوصاهم أن غسلوني وكفنوني، ثم ضعوني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم
فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله a فأعينونا على غسله ودفنه ففعلوا، فأقبل عبد الله بن مسعود في ركب
من العراق، وقد وضعت الجنازة على قارعة الطريق، فقام عليه غلام، فقال: هذا أبو ذر
صاحب رسول الله a قال:
فبكى عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله a يقول: (تمشي وحدك، وتموت وحدك وتبعث وحدك)[2]
[الحديث: 464] وعن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه قال: أن أبا ذر حضره
الموت، وهو بالربذة، فبكت امرأته، قال: ما يبكيك؟ قالت: وما لي لا أبكي وأنت تموت
بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسع لك كفنا فقال: لا تبكي، فإني سمعت رسول الله a يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة
من الأرض فيشهده عصابة من المؤمنين)، فكل من كان معي في المجلس مات في جماعة وقرية
فلم يبق منهم غيري، وقد أصبحت بفلاة أموت فراقبي الطريق، فإنك سوف ترين ما أقول،
فإني والله ما كذبت، ولا كذبت، قالت: أنى وقد انقطع الحاج، قال: راقبي الطريق،
قال: فبينا هي كذلك، إذا هي بقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم، فأقبل
القوم حتى وقفوا عليها، فقالوا: مالك؟ قالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه
قالوا: ومن هو؟ قالت: أبو ذر، فغدوه بإبلهم ووضعوا السياط في نحورها يبتدرونه،
قال: أبشروا، فأنتم الذين قال رسول الله a فيكم ما قال: ثم أصبحت اليوم حيث ترون، ولو أن لي ثوبا من ثيابي
يسعني لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم الله لا