نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
الله، وسُنَّة نبيِّكم)[1]، وقوله: (إنِّي قد
خَلَّفتُ فيكم اثنين، لن تضلُّوا بعدهما أبدًا: كتاب الله، وسُنتي، ولن يتفرَّقَا
حتى يرِدَا عليَّ الحوض)[2]، وقوله: (يا أيُّها الناس، إنِّي قد تركتُ فيكم الثَّقلين:
كتاب الله، وسُنَّتي؛ فاستنطِقوا القرآن بسُنَّتي، ولا تعسفوه؛ فإنَّه لن تعمَى
أبصارُكم، ولن تَزِلَّ أقدامكم، ولن تقصرَ أيديكم ما أخذتُم بهما)[3]
ومع ورود الحديث بتلك الصيغ الكثيرة
الصحيحة الدالة على وصية رسول الله a بالعترة، واعتبارها منبعا من منابع الهداية مثلها مثل القرآن
الكريم، وأنه لا تعارض لذلك بينها وبين السنة النبوية، ذلك أنها مكملة ومبينة لها،
مثلما تكمل السنة القرآن وتبينه؛ إلا أنه مع ذلك نجد من العلماء الذين أثرت فيهم
الفئة الباغية يردون تلك الأحاديث، مع أنهم يسلمون بصحتها.
ومن الأمثلة على ذلك قول ابن قدامة
المقدسي: (لا نسلم أن المراد بالثقلين: القرآن، والعترة، وإنما المراد: القرآن
والسنة، كما في الرواية الأخرى: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب
الله، وسنة رسوله)، وإنما خص a العترة بالذكر؛ لأنهم
أخبر بحاله a)[4]
وهنا نلاحظ مدى التخبط الذي يقع فيه
صاحب هذا القول؛ فبينما يسلم للعترة
[2]
رواه البزار (8993) واللفظ له، والعقيلي في (الضعفاء الكبير) (2/250)، وابن عدي في
(الكامل في الضعفاء) (4/69)، والدارقطني (4/245)، والحاكم (4321)
[3]
رواه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) (1/275)، وفيه: سيف بن عمر؛ قال ابن معين: ضعيف
الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، يشبه حديثه حديث الواقدي. وقال أبو داود:
ليس بشيء. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. ينظر: (تهذيب التهذيب) لابن حجر (4/259)