نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
بكونها أخبر بحال رسول الله a، وأعرف به من غيرهم، ومع ذلك
يرد الروايات الدالة على الوصية بها وبهديها.
ومثل ذلك قول الآمدي: (لا نسلم أن
المراد بالثقلين: الكتاب، والعترة، بل الكتاب، والسنة، على ما روي أنه قال: (كتاب
الله، وسنتي)[1]
مع أنه يقرر في كتبه الأصولية، وفي
مباحث التعارض والترجيح، أنه يقدم الحديث الصحيح على الضعيف، وأنه في حال إمكان
الجمع بين الأحاديث لا يرفض أي منها.
ومن تلك التأويلات للحديث مع وضوحه قصر الوصية بأهل البيت على التعامل
العاطفي المجرد عن اتباع هديهم، مع أن هذا الحديث وغيره يشير إلى ذلك بدليل اقتران
العترة بالقرآن الكريم والإخبار بعدم افتراقهما، وهو ما عبر عنه القرطبي بقوله: (وأهل
بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. ثلاثا)؛ هذه الوصية، وهذا التأكيد العظيم يقتضي:
وجوب احترام آل النبي a وأهل بيته، وإبرارهم،
وتوقيرهم، ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة، التي لا عذر لأحد في التخلف عنها. هذا مع
ما علم من خصوصيتهم بالنبي a،
وبأنهم جزءٌ منه؛ فإنهم أصوله التي نشأ منها، وفروعه التي تنشأ عنه)[2]
وقال ابن كثير: (ولا تنكر الوصاة
بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم؛ فإنهم من ذرية طاهرة، من
أشرف بيت وجد على وجه الأرض، فخرا وحسبا ونسبا، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة
النبوية، الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم، كالعباس وبنيه، وعلي وأهل
بيته وذريته)[3]