نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 343
أمر الأنبياء أن يتخذوهم أولياء في
حياتهم وأوصياء بعد وفاتهم، فصيّر طاعة الأوصياء في أعناق الأمم موصولة بطاعة
الأنبياء عليهم السّلام، ثمّ يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء في سبعة مواطن،
ليبلو صبرهم، فإذا رضي محنتهم ختم لهم بالشهادة ليلحقهم بالأنبياء، فقد أكمل الله لهم السعادة)، فقال له
اليهودي: صدقت يا أمير المؤمنين، فأخبرنا كم امتحنك الله عزّ وجلّ في حياة محمّد a من مرّة؟ وكم امتحنك بعد وفاته من
مرّة؟ وإلى ما يصير آخر أمرك؟
[الحديث: 735] قال الإمام علي: (إنّ الله تعالى ذكره امتحنني في حياة
نبيّنا a في سبعة مواطن فوجدني
فيهنّ ـ من غير تزكية لنفسي بنعمة اللّه ـ له مطيعا. أما أولهنّ فإنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى
نبيّنا a بالنبوّة، وحمّله الرسالة،
وأنا أحدث أهل بيتي سنّا، أخدمه في بيته، وأسعى بين يديه في أمره، فدعا صغير بني
عبد المطلب وكبيرهم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّه رسول اللّه، فامتنعوا
من ذلك وأنكروه، وجحدوه ونابذوه، واعتزلوه واجتنبوه، وسائر الناس، معصية له وخلافا
عليه، واستعظاما لما أورد عليهم ممّا لم تحتمله قلوبهم، ولم تدركه عقولهم، وأجبت رسول الله a وحدي إلى ما دعا إليه، مسرعا مطيعا موقنا لم تتخالجني في ذلك الأخاليج،
فمكثنا بذلك ثلاث حجج، ليس على ظهر الأرض خلق يصلّي ويشهد لرسول الله a بما آتاه الله غيري وغير ابنة خويلد (رحمها اللّه)،
ثم التفت إلى
أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
[الحديث: 736] قال الإمام علي: (وأما الثانية، فإنّ قريشا لم تزل تخيّل
الآراء، وتعمل الحيل في قتل النبي a، حتّى إذا كان آخر يوم اجتمعت فيه في دار الندوة، وإبليس الملعون لحاضر
في صورة أعور ثقيف، فلم يزل يضرب أمرها ظهورا وبطونا، حتّى اجتمعت آراؤها على أن
ينتدب من كلّ فخذ من قريش رجل، ثمّ يأخذ كلّ رجل منهم سيفه، ثمّ يأتوا النبيّ
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 343