نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 415
[الحديث: 806] قال الإمام علي في كتاب
كتبه إلى أهل مصر مع مالك الاشتر لما ولاه إمارتها: (أما بعد، فإن الله سبحانه بعث
محمدا a
نذيرا
للعالمين، ومهيمنا على المرسلين، فلما مضى تنازع المسلمون الامر من بعده، فوالله
ما كان يلقى في روعي، ولا يخطر ببالي، أن العرب تزعج هذا الامر من بعده a عن أهل
بيته، ولا أنهم منحوه عني من بعده؛ فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه،
فأمسكت يديحتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام، يدعون إلى محق دين محمد a فخشيت إن لم
أنصر الاسلام أهله أن أرى فيه ثلما أو هدما، تكون المصيبة به علي أعظم من فوت
ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب، أو كما
يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الاحداث حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه.. وإني
والله لو لقيتهم واحدا وهم طلاع الارض كلها ما باليت ولا استوحشت، وإني من ضلالهم
الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي، وإني إلى لقاء
الله لمشتاق، ولحسن ثوابه لمنتظر راج، ولكنني آسى أن يلي أمر ]هذه الامة سفهاؤها
وفجارها، فيتخذوا مال الله دولا، وعباده خولا، والصالحين حربا، والفاسقين حزبا،
فإن منهم الذي قد شرب فيكم الحرام، وجلد حدا في الاسلام، وإن منهم من لم يسلم حتى
رضخت له على الاسلام الرضائخ، فلولا ذلك ما أكثرت تأليبكم وتأنيبكم، وجمعكم
وتحريضكم، ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم، ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت، وإلى
أمصاركم قد افتتحت، وإلى ممالككم تزوى، وإلى بلادكم تغزى.. انفروا ـ رحمكم الله ـ
إلى قتال عدوكم، ولا تثاقلوا إلى الارض فتقروا بالخسف، وتبوؤوا بالذل، ويكون
نصيبكم الاخس، وإن أخا الحرب الارق، ومن نام لم ينم عنه، والسلام) [1]