نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
عمل.
مع أن رسول الله a كان يخاطب رحمه وقرابته قائلاً: (يا
معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم
من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية بنت عبد
المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا
أغني عنك من الله شيئاً)[1]
وقد أخبر a ـ محذرا ـ بما كان عليه الأمم السابقة من التفريق بين الناس على
أساس أنسابهم، فقال: (إنّما أهلك من كان قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف
تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيمُ الله لو سرقت فاطمة بنت محمد
لقطعتُ يدها)[2]
لكن هذا التحذير لم يجد مفعوله للأسف في الكثير من أفراد الأمة بسبب تلك
الأوهام حول المرادين من أهل البيت، والذين أوصى رسول الله a بهم.. حيث تحول من أفراد معدودين إلى أجيال من البشر، يختلط
الصالح فيهم بالفاسد، والصادق من المدعي، حتى أصبح الانتساب لأهل البيت تجارة
للكسالى والمنتهزين والمنحرفين.
وكيف لا يتحول إلى ذلك، وقد قال بعضهم يبين المزايا التي أتيحت لكل من
ينتسب لهم: (فدخل
الشرفاء أولاد فاطمة كلهم، ومن هو من أهل البيت مثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة
في حكم هذه الآية من الغفران، فهم المطهرون اختصاصا من الله تعالى، وعناية بهم
لشرف محمد a وعناية الله به، ولا
يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت إلا في الدار الآخرة، فإنهم يحشرون مغفورا لهم،
وأما في الدنيا فمن أتى منهم حدا أقيم عليه، كالتائب