responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44

إذا بلغ الحاكم أمره وقد زنى أو سرق أو شرب أقيم عليه الحد مع تحقق المغفرة كما عز وأمثاله ولا يجوز ذمه‌)[1]

وهذا حكم خطير جدا، فمن أين علم أن الله سيغفر لهم.. وما حال من وقع منهم في ذنوب متعدية تفتقر لمسامحة الخصوم؟

لكن كل ذلك لم يهتم به، ولا فهم دلالة النص من خلال تفسير رسول الله a.. فالرسول a أخبر أن آية التطهير تخص أفرادا محدودين معدودين علم الله صدقهم وإخلاصهم وتفانيهم في خدمة الرسالة.. وأنهم ـ فوق ذلك ـ سيتعرضون لأنواع من البلاء تمحصهم.. وأنهم سيكلفون بمهام كبيرة في هذه الأمة، فلذلك أخبر بطهارتهم، وبالعناية الخاصة بهم.. لا عناية الجزاء، وإنما عناية التربية والتكليف.. فالله لا يحابي أحدا في الجزاء.

وبناء على هذا تأتي أهمية هذه الأحاديث، وما يفسرها من أحاديث أخرى سنعرض لها في العناوين التالية.

وخلاصة هذه الأحاديث أنها تذكر أن المراد بأهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين، وهي متوافقة تماما مع قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61]، والتي اتّفق المفسّرون أنّها نزلت في أهل البيت بسبب الروايات الواردة في ذلك، والتي تعتبر (أَبْنَاءَنَا) إشارة إلى الحسَنَين، (وَنِسَاءَنَا) إشارة إلى فاطمة، (وَأَنْفُسَنَا) إشارة إلى الإمام علي[2].


[1] الفتوحات المكية، ج‌1، ص: 196.

[2] قد ذكر ذلك كل المفسرين والمحدثين، وهو محل اتفاق بينهم، ومن الأمثلة على ذلك: تفسير الرازي 2/ 699، تفسير البيضاوي / 76)، تفسير الكشاف 1/ 49، تفسير روح البيان 1/ 457، تفسير الجلالين 1/ 35، صحيح الترمذي 2/ 166، سنن البيهقي 7/ 63، صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة، مسند أحمد بن حنبل 1/ 185، مصابيح السنّة للبغوي 2/ 201، سير أعلام النبلاء 3/ 193.

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست