نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 55
ولا يصح تطبيق الاصطلاح التاريخي لـ [الخلفاء الراشدين] هنا، لأن الخلافة
المقصودة هنا مشترطة بما ورد في الأحاديث الأخرى من شروط، وأولها كونهم من العترة
التي أوصى بها رسول الله a.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ورد في الحديث قوله a: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين)؛ وذلك يدل على أن هؤلاء الخلفاء الراشدين سيظهرون عند الاختلاف
والفرقة والفتنة، وهو يشير إلى إعراض الناس عنهم، ولذلك دعا إلى التمسك بهم، وهو
على خلاف ما كان عليه الخلفاء التاريخيين الثلاثة الذين كان الأمر بأيديهم.
أما الأحاديث الواردة في عددهم، فمن رواياتها:
[الحديث: 57] ما رواه جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي على النبي a، فسمعته يقول: (إنّ هذا الأمر لا
ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة)، ثمّ تكلم بكلام خفي عليّ، فقلت لأبي: ماذا قال؟
قال: (كلهم من قريش)[1]
[الحديث: 58] ما ذكره المفسرون في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ
مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً...)(المائدة:12)
عن الشعبي عن مسروق قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال
له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله a كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال
عبد الله:ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال: نعم ولقد سألنا رسول
الله aفقال: (إثنا عشر كعدة
نقباء بني إسرائيل)[2]
ويبدو أن هناك تصرفا في
الحديث، باستبدال عترة رسول الله a بقريش، مع أن كل