نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
الجمعية على المبدأ الذي
كانوا سائرين عليه من قبلها، ومنه محاربة البدع والخرافات والأباطيل والضلالات
ومقاومة الشر من أي ناحية جاء) [1]
ويذكر الإبراهيمي نفس ما ذكره الزاهري من قدرات الإصلاحيين
مقارنة بقدرات غيرهم، وكيف أنه (انقضت السنة الأولى.. وبدأت الأعمال تظهر مراتب
الرجال، فاضطلع المصلحون وحدهم بالأعمال التمهيدية- وما هي بالحمل الخفيف- ) [2]
ولعل الإبراهيمي يشير هنا إلى ما ذكره
في موضع آخر، فقال: (كلّفني إخواني أعضاء المجلس الإداري في أول جلسة أن أضع
للجمعية لائحة داخلية نشرح أعمالها كما هي في أذهاننا لا كما تتصوّرها الحكومة
وأعوانها المضلّلون منا، فانتبذت ناحية ووصلت طرفي ليلة في سبكها وترتيبها، فجاءت
في مائة وسبع وأربعين مادة، وتلوتها على المجلس لمناقشتها في ثماني جلسات من أربعة
أيام، وكان يحضر الجلسات طائفة كبيرة من المحامين والصحافيين العرب المثقفين
بالفرنسية، فأعلنوا في نهاية عرض اللائحة إيمانهم بأن العربية أوسع اللغات، وأنها
أصلح لغة لصوغ القوانين ومرافعات المحامين، وكأنما دخلوا في الإسلام من ذلك اليوم،
وخطب الرئيس عند تمام مناقشة اللائحة وإقرارها بالإجماع خطبة مؤثّرة أطراني فيها
بما أبكاني من الخجل، وكان مما قال: عجبت لشعب أنجب مثل فلان أن يضلّ في دين أو
يخزى في دنيا، أو يذلّ لاستعمار. ثم خاطبني بقوله: وري بك زناد هذه الجمعية)[3]
ولسنا ندري ما الحرج في أن يضطلع الإصلاحيون وحدهم
بالأعمال التمهيدية ما دامت لهم القدرة على ذلك، بل إن في ترك الطرقيين للإصلاحيين
وحدهم الحرية في الاضطلاع