نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والطرق الصوفية وتاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169
ذكرها وأرخ لها، ونحب أن
نقتطع هنا من حديثه عنها بعض المقاطع لنرى من خلالها كيف يتعامل الإبراهيمي، وكيف تتعامل الجمعية
مع المخالف لها الذي استعمل حقا شرعيا وقانونيا، ومن باب التبسيط، وتيسير التعليق
نضع ذلك على شكل عناوين وعناصر:
1 ــ اتهامها في
أهدافها: وأنها أسست لأجل محاربة جمعية العلماء ومضارتها على الرغم من أن
قانون الجمعية لا ينص على ذلك، يقول الإبراهيمي: (لم يقف العليويون
وأذنابهم عند حدّ ذلك الهجوم الذي كان أوله كيدًا وآخره فضيحة، بل أجمعوا أمرهم
وشركاءهم وقرروا في اجتماع تولى كبره رئيسهم الأكبر أحمد بن عليوه محاربة جمعية
العلماء بكل وسيلة وبكل قوّة، وتقاسموا على ارتكاب ما يحل وما يحرم في هذا السبيل،
وانفتقت لهم الحيلة بإرشاد بعض أذناب الإدارة على تأسيس جمعية طرقية في معناها
وحقيقتها، حلولية في باطن باطنها، علمية في ظاهرها وما يراه الناس منها ليوهموا العامة
أنهم يحاربون العلم بالعلم، لا العلم بالجهل، فبثوا في الزوايا وعبيدها دعوة جامعة
إلى تكوين هذه الجمعية التي وصفوها بأنها جبهة قوية تقف في وجه الإصلاح وتنازل
جمعيته وجهًا لوجه ودارًا لدار بعد أن لم يبق أمل في إسقاطها بالحيلة، أو
الاستيلاء عليها بالمكر)[1]
هذا ما ذكره الإبراهيمي للأسف، بهذه اللغة الممتلئة بالاتهامات
الجزاف الخالية من أي منهج علمي، ولا أدلة علمية، بل إن الأدلة العلمية من أصحاب
هذه الجمعية تناقض ما ذهب إليه، وسنرى ذلك بتفصيل عند الحديث عن محاولات الصلح
التي قام بها الحافظي، ورفضت جميعا.
2 ــ اتهامها في
أعضائها: وأنها أسست من (علماء مأجورين، وطلبة مدحورين، من كل من في عنقه
للزوايا مِنَّةُ الخبز، ولها عليه فضل التعليم الأشل، وله فيها رجاء العبد في
سيده،