نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162
وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 44] كففت عن
المعارضة، وقال الآخر وكذا أنا لما وجدت قوله: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا
مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: 80] أيست من المعارضة، وكانوا يسرون بذلك
إذ مر عليهم الإمام الصادق فالتفت إليهم وقرأ عليهم: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى
أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: 88]، فبهتوا[1].
[الحديث: 442] عن هشام بن الحكم قال: اجتمع ابن أبى العوجاء وأبوشاكر
الديصانى الزنديق وعبدالملك البصرى وابن المقفع عند بيت الله الحرام يستهزئون
بالحاج، ويطعنون بالقرآن، فقال ابن أبى العوجاء: تعالوا ننقض كل واحد منا ربع
القرآن، وميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله، فان في
نقض القرآن إبطال نبوة محمد، وفى إبطال نبوته إبطال الإسلام، وإثبات ما نحن فيه،
فاتفقوا على ذلك وافترقوا، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام فقال ابن
أبى العوجاء: أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الآية: ﴿فَلَمَّا
اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: 80]، فما أقدر أن أضم
إليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئا فشغلتنى هذه الآية عن التفكر فيما سواها،
فقال عبد الملك: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا
النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ
الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾
[الحج: 73] ولم أقدر، فقال أبوشاكر: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: ﴿لَوْ
كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ
الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 22] لم أقدر على الاتيان بمثلها،
فقال ابن المقفع: ياقوم إن هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم
مفكر في هذه الآية: ﴿وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ