نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 163
وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمر وَاسْتَوَتْ
عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 44] لم
ابلغ غاية المعرفة بها، ولم أقدر على الاتيان بمثلها، قال هشام بن الحكم: فبينما
هم في ذلك إذ مر بهم جعفر بن محمد الصادق فقال: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ
الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا
يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾
[الإسراء: 88]،
فنظر القوم بعضهم إلى بعض وقالوا: لئن كان للاسلام حقيقة لما
انتهت أمر وصية محمد إلا إلى جعفر بن محمد، والله ما رأيناه قط إلا هبناه، واقشعرت
جلودنا لهيبته، ثم تفرقوا مقرين بالعجز[1].
[الحديث: 443] قال الإمام الباقر في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ
فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ
وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ
لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 23، 24]: (لما ضرب الله الامثال للكافرين المجاهرين الدافعين لنبوة محمد a، والناصبين المنافقين لرسول الله، الدافعين ما قاله محمد a في أخيه علي، والدافعين أن يكون ما قاله عن الله عز وجل وهي آيات محمد ومعجزاته مضافة إلى آياته التي بينها لعلي بمكة والمدينة، ولم يزدادوا إلا عتوا وطغيانا، قال الله تعالى لمردة أهل مكة وعتاة أهل المدينة ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي
رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ [البقرة: 23] حتى تجحدوا أن
يكون محمد رسول الله، وأن يكون هذا المنزل عليه كلامي، مع إظهاري عليه بمكة
الباهرات من الآيات، كالغمامة، التي كانت تظله في أسفاره، والجمادات التي كانت
تسلم عليه من الجبال والصخور والاحجار والاشجار، وكدفاعه قاصديه بالقتل عنه، وقتله
إياهم، وكالشجرتين المتباعدتين اللتين تلاصقتا فقعد خلفهما لحاجته، ثم تراجعتا إلى
أمكنتهما كما كانتا؟ وكدعائه الشجرة فجاءته مجيبة خاضعة