نام کتاب : دلائل النبوة الخاصة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني إسرائيل، وهدم اليهودية، وقد
غالى الملأ من بني إسرائيل بهذا السم له، وهم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه
الشاة، فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رسول الله a فقالت: يا محمد قد علمت
ما توجب لي من حق الجوار، وقد حضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك، فقام رسول الله a ومعه علي وأبودجانة
وأبوأيوب وسهل بن حنيف وجماعة من المهاجرين، فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدت اليهود
آنافها بالصوف، وقاموا على أرجلهم، وتوكأوا على عصيهم، فقال لهم رسول الله a: اقعدوا، فقالوا: إنا
إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به، وكذبت
اليهود عليها لعنة الله، إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم ودخانه، فلما وضعت الشاة
بين يديه تكلم كتفها فقالت: مه يا محمد لا تأكلني فإني مسمومة، فدعا رسول الله a عبدة فقال لها: ما حملك
على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره، وإن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي
منه، فهبط جبريل فقال: السلام يقرئك السلام ويقول: قل: بسم الله الذي يسميه به كل
مؤمن، وبه عز كل مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض، وبقدرته التي خضع
لها كل جبار عنيد، وانتكس كل شيطان مريد، من شر السم والسحر واللمم، بسم العلي
الملك الفرد الذي لا إله إلا هو، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا
يزيد الظالمين إلا خسارا فقال النبي a: ذلك، وأمر أصحابه فتكلموا به، ثم أمرهم أن يحتجموا[1].
[الحديث: 661] عن زيد بن ثابت قال: خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من
الغزوات مع رسول الله a حتى وقفنا في مجمع طرق، فطلع أعرابي بخطام بعير حتى وقف على
رسول الله، وقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له رسول الله