[الحديث: 683] روي أن قوما أتوا النبي شكوا بعيرا لهم جن، وقد خرب بستانا
لهم، فمشى a إلى بستانهم، فلما
فتحوا الباب صدم البعير، فلما رأى النبي a وقع في التراب، وجعل يصيح بحنين،
فقال النبي: إنه يشكوكم ويقول: عملت سنين وأتعبتموني في حوائجكم، فلما أن كبرت
أردتم أن تنحروني، قالوا: قد كان كذلك وقد وهبناه لك يا رسول الله، فقال a: بل بيعونيه، فابتاعه
وأعتقه، فكان يطوف في المدينه ويعلفه أهلها ويقولون: عتيق رسول الله[2].
[الحديث: 684] روي أن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: بينما جابر بن عبد الله يصلي في المسجد إذ قام
إليه أعرابي فقال: أخبرني هل تكلم بهيمة على عهد رسول الله a؟ قال: نعم، دعا النبي a على عتبة بن أبي لهب،
فقال: أكلك كلب الله، فخرج رسول الله a يوما في صحب له حتى إذا نزلنا على مبقلة بمكة خرج عتبة
مستخفيا، فنزل في أقاصي أصحاب النبي a والناس لا يعلمون، ليقتل محمدا، فلما هجم الليل إذا أسد قبض
على عتبة، ثم أخرجه خارج الركب، ثم زأر زئيرا لم يبق أحد من الركب إلا أنصت له، ثم
نطق بلسان طلق وهو يقول: هذا عتبة بن أبي لهب خرج من مكة مستخفيا، يزعم أنه يقتل
محمدا، ثم مزقه قطعا قطعا فلم يأكل منه.
ثم قال جابر: وقد تثمل قوم من آل ذريح وفتيات لهم ليلة فبينما هم في
لهوهم ولعبهم إذ صعد عجل على رابية، وقال لهم بلسان ذلق: يا آل ذريح، أمر نجيح،
صائح يصيح، بلسان فصيح، ببطن مكة، يدعوهم إلى قول: لا إله إلا الله فأجيبوه، فترك
القوم لهوهم