وروي أنه عندما وصل كتاب الإمام علي،
الذي يذكر فيه ما له من مناقب وفضائل إلى معاوية، قال معاوية: (اخفوا هذا الكتاب
لا يقرأه أهل الشام، فيميلوا إلى ابن أبي طالب)[2]
ويروى أن هشام بن عبد الملك كتب إلى
الأعمش يطلب منه أن يكتب له كتابا في فضائل عثمان، ومساوئ علي فرفض[3].
وروي أن الشعبي قال: (لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيدا، أو يملأوا لي بيتا ذهبا، على أن أكذب
لهم على علي رضوان الله عليه لفعلوا)[4]
وقال أبو أحمد العسكري: (يقال: إن الأوزاعي لم يرو في الفضائل حديثا (أي
غير حديث الكساء) والله أعلم، وكذلك الزهري لم يرو فيها إلا حديثا واحدا، كانا
يخافان بني أمية)[5]
ومما يؤكد ذلك
ما ورد في الروايات الكثيرة التي تدل على تدخل السلطات الأموية في الغض من قيمة
الأنصار ودورهم في نصرة الإسلام، وذلك بسبب مساندتهم للإمام علي [6]،
ولذلك دعوا إلى تشويههم والإساءة إليهم.
وربما يكون من
أسباب تلفيق مجزرة بني قريظة علاقتها بالأنصار، وخصوصا
[1] الأغاني، أبو الفرج الأصفهانيّ،
بيروت، دار الفكر، ج 19 ص 59..
[2] معجم الاُدباء، شهاب الدين
عبداللّه ياقوت بن عبداللّه،بيروت: دار الفكر، 1400هـ، الطبعة الثالثة، ج 5 ص 266.
[3] شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن
العماد الحنبلي، دار الكتب العلمية، بيروت، ج 1 ص 221..
[4] تاريخ واسط، أسلم بن سهل المعروف
ببحشل، ط بيروت. ـ لبنان سنة 1406 ه، ص 173..
[6] ذلك أن المؤرخين يذكرون أنه كان
مع الإمام علي سبعمائة من المهاجرين والأنصار، وسبعون بدريا أو ثمانون، ومائتان من
أهل بيعة الشجرة، انظر: المعيار والموازنة ص 22. مستدرك الحاكم ج 3 ص 104..