مقدمة كتابه (كشف موقف الغزالي من السنَّة وأهلها ونقد بعض
آرائه)، قال: (.. يؤسفنا أن الشيخ محمد الغزالي قد حشر نفسه -في هذه الظروف
العصيبة التي تمر بها السنَّة وأهلها- في خصوم السنَّة بل صار حامل لواء الحرب
عليها وأصبحت كتبه وأقواله تمثل مدرسة ينهل منها كل حاقد على الإسلام والسنَّة
النبوية المطهرة، إن الغزالي في كثير من كتبه وتصريحاته يتململ من السنَّة ولا
سيما أخبار الآحاد على حد زعمه تململ السليم، ولقد ضمن مؤلفاته الأخيرة حملات
شعواء وقذائف خطيرة على كثير من أحاديث رسول الله k الصحيحة، وحملات شديدة على من يريد التمسك بها، ولا يُنكر أن لـه كتابات ينصر بها الإسلام ويدافع عنه
لكنه يهدم ما بناه بهذه الحملات على السنَّة إذ لا إسلام بلا سنَّة فإذا زلزل
بنيان السنَّة وطُورِدَ سكانه بمثل قذائف الغزالي تحول بنيانها إلى خراب وإلى
بلاقع ويـباب)[1]
ثم ذكر العلة التي يستند إليها العقل السلفي في قبول
المتناقضات، وهي اعتقاده بقصور العقول عن التوفيق بينها، فقال: (ولعلَّ سائلا يسأل
عن السبب الذي دفع الغزالي إلى هذه المواقف من السنَّة ومن أهلها، فأعتقد أن مرد
ذلك إلى قصور إدراكه لمعانيها فيخيل لـه هذا القصور في كثير من الأحاديث أنها
تعارض القرآن أو تصادم العقل وقد يكون هذا العقل جهميا أو معتزليا أو مستشرقا
أوروبيا، ثم لا تسمح له نفسه بمراجعة أقوال أهل الاختصاص من
أئمة الحديث وجهابذة النقاد الذين استطاعوا بما آتاهم الله من فقه وعقول وملكات
وعلم راسخ أن يوفّقوا بين الأحاديث والآيات أو الأحاديث والأحاديث التي يظهر
[1] كشف موقف الغزالي من السنَّة
وأهلها ونقد بعض آرائه، ربيع المدخلي، السعودية: مكتبة ابن القيم، السعودية، ( ص4
)