للمتسرعين أن بينها شيئا من التعارض فتوَّلد لـه من هذا أو
ذاك شعور بالضيق والكراهية لكثير من الأحاديث التي لا تحلو لـه)
[1]
ثم يدقق أكثر في العلة التي جعلت الغزالي يتحول إلى عدو من
أعداء السنة، وهي أنه لم يذهب إلى السلف وأهل الحديث، لأنهم هم الحجة عند كل نزاع،
يقول في ذلك: (فإذا أراد أن يشفي غيظه لا يذهب إلى كتب الموضوعات وكتب العلل التي
بذل فطاحل الحديث وجهابذته جهودا عظيمة في نقدها من جهة الأسانيد والمتون، ثم قاموا بتمييزها في كتب خاصَّة، فيأخذ ما يريده
منها ويروي منها ظمأه، بل يذهب إلى أغلى وأجلِّ ما عند المسلمين من تراث سيد
المرسلين k ألا وهو دواوين السنَّة
المشرفة وعلى رأسها الصحيحان اللذان تلقتهما الأمة بالقبول والحفاوة والإجلال
وقالوا فيهما بحق إنهما أصح الكتب بعد كتاب الله، فيختار منها ما لا يوافق منهجه المرتجل فيوسعه طعنا وتشويها
وسخرية، كما يصب على المتمسكين بها وابلا من الشتائم والسخرية والتحقير) [2]
وهكذا نرى علما آخر يتقمص شخصية البربهاري وابن بطة ومتشددي
السلف، وهو المحدث السلفي الكبير (مقبل بن هادي الوادعي)، الذي كتب عن الغزالي
يقول: (محمد الغزالي لو كان في عصر الإمام أحمد لـحَكَمَ عليه بالزندقة، الإمام
أحمد قيل له كما في مقدمة (معرفة علوم الحديث) قيل له: إن أبي قتيلة يسخر من
المحدثين، فقام الإمام أحمد ينفض ثيابه ويقول: (هذا زنديق، هذا زنديق، هذا زنديق)،
ما ظنك بمن يسخر من حديث رسول الله k