وننبه في الأخير
إلى أن ما يسهل علينا مهمة التحقيق في هذه المجزرة هو أننا لا نشكك في أصل وجود
بني قريظة، ولا في كونهم خونة، ولا في أنهم عوقبوا على ذلك، ولا في كثير من
الأحداث التي وقعت فيما يطلق عليه [غزوة بني قريظة]، ولكن التشكيك منصرف فقط إلى
نوع العقاب الموجه لهم، والذي وقع فيه الاضطراب لدى المؤرخين.
وبذلك لا يمكن
لأي كان أن يرد علينا، بأنا ننكر الواضحات المتواترات المشهورات المتفق عليها،
وإنما نحن ننكر فقط تلك الروايات التي تصور العقوبة بكونها مجزرة قتل فيها الرجال،
واستحيي النساء والأطفال، ثم استعبدوا، وهي روايات مضطربة، ومن رواة مختلف فيهم،
ولهم صلة باليهود، أو بالفئة الباغية، كما سنرى.