من دينك فأصبح
دينك أحب دين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد
إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت،
قال: (لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[1]
ومن الأمثلة على ذلك أيضا ما ذكره صفوان
بن أمية، وهو الذي حارب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فترة طويلة، ومع ذلك، شهد لرسول
الله a بأنه كان يستعمل معه كل وسائل الهداية، حتى تأليف قلبه بالمال، فقد روي
عنه قوله بعد إسلامه: (أعطاني رسول اللَّه a يوم حنين، وإنه لأبغض الناس
إليّ، فما زال يعطيني حتى صار وإنه لأحب الناس إليّ)[2]
فهل يمكن أن يفعل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
هذا مع صفوان، وجرائمه الكثيرة في حق الإسلام والمسلمين، ثم يأمر بعد ذلك بذبح
أولئك الرجال البسطاء، دون أن يدعوهم أو يؤلف قلوبهم، أو يسمع حججهم؟
ومن الأمثلة على ذلك، وهو يرتبط باليهود
ما روي في ذلك أن
غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فمرض؛ فأتاه النبيa يعوده؛
فقعد عند رأسه؛ فقال له: (أسلم)؛ فنظر إلى أبيه وهو عنده؛ فقال له: أطع أبا
القاسم؛ فأسلم فخرج النبي وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه من النار)[3]
[3] البخاري: كتاب الجنائز، باب إذا
أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ (1290)، ورواه الترمذي
(2247)، والحاكم (1342)، والنسائي في سننه الكبرى (7500).