وحتى تتضح
الصورة أكثر، تتفق كتب السيرة والشمائل على أنه كان في إمكان أي كان من اليهود أو
غيرهم أن يتصل برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ويجلس
إليه، ويطلب منه ما شاء، فقد كان a من فرط
رحمته يبدو هينا لينا سهلا غاية في التواضع، وهو على خلاف تلك الأوصاف التي وصف
بها في روايات المجزرة، والتي حولته a
إلى مستبد قاتل يقتل الرجال، ويستحيي النساء، ويريهم أبناءهم، وهم يذبحون أمامهم..
وكل ذلك زور وبهتان وتدليس.
فقد وصف الحسن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلمفقال: (والله ما كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تغلق دونه الأبواب، ولا يقوم دونه الحجاب، ولا يغدى
عليه بالجفان، ولا يراح بها عليه، ولكنه كان بارزا، من أراد أن يلقى نبى الله a لقيه، كان يجلس على الأرض، ويطعم ويلبس الغليظ،
ويركب الحمار، ويردف خلفه، ويلعق يده)[1]
ووصفه حمزة بن
عبيد الله بن عتبة، فقال: (كانت في رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خصال ليست في الجبارين، كان لا يدعوه أحمر، ولا
أسود، إلا أجابه، وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها، فيرمي بها إلى فيه، وإنه
ليخشى أن تكون من الصدقة، وكان يركب الحمار عريا، ليس عليه شئ)[2]
وقد روي أنه ذات
مرة كلم رجلا فأرعد، فقال a: (هون
عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديدة)[3]
وفي حديث آخر عن
عبد الله بن بسر، قال: أهديت إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم شاة فجثا على ركبتيه، فأكل، فقال أعرابي: يا رسول
الله ما هذه الجلسة؟ فقال: (إن الله عزوجل جعلني