الجبال لتأمره
بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت،
إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا
يشرك به شيئا)[1]
ومع أنهم
استعملوا كل الوسائل لحربه، بل حاولوا قتله مرات كثيرة، ولكنه مع ذلك لم يكن
يقابلهم إلا بالعفو، ومما يروى في ذلك عن عن جابر بن عبد الله: أنه غزا مع رسول
الله a قِبَل نجد، فلما قفل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في وادٍ كثير العضاة، فنزل
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وتفرق الناس في العضاة يستظلون بالشجر، ونزل
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم تحت سمرة، فعلق بها سيفه، قال جابر: فنمنا
نومة فإذا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يدعونا، فجئناه
فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن
هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتاً، فقال لي: ما يمنعك مني؟
قلت: الله، فها هو ذا جالس، ثم لم يعاقبه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[2]
وهكذا روي (أن
فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه، قال رسول
الله a: أفضالة؟ قال: نعم فضالة يا رسول الله، قال: ماذا
كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر الله، قال: فضحك النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ثم قال: استغفر الله، ثم وضع يده على صدره، فسكن قلبه، فكان فضالة
يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه. قال فضالة:
فرجعت إلى أهلي، فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها، فقالت: هلم إلى الحديث، فقلت: لا،
وانبعث فضالة يقول: