اشتراكا كبيرا
في قتل سبعين من شهداء الصحابة، واشترك أيضا في غزوة الأحزاب، وكان من الذين شاركوا في عملية القتال في داخل مكة المكرمة، بل إن صفوان بن أمية
كان قد دبر محاولة لقتل الرسول a، وكانت هذه المحاولة بينه وبين ابن عمه عمير
بن وهب، وكان وقتها لا يزال كافرا.. وفيها تعهد صفوان بن أمية لعمير بن وهب أن
يتحمل عنه نفقات عياله، وأن يسدد عنه دينه، في نظير أن يقتل عمير رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. غير أن المحاولة فشلت، وذلك عندما أسلم عمير بن وهب في المدينة
المنورة بعد أن أخبره الرسول a بما دار بينه وبين صفوان في حجر الكعبة!!)
ولم يكتف صفوان
ـ بحسب ما يذكر الكاتب، وبحسب ما يروى في كتب السيرة ـ بهذه الجرائم فقط، والتي لا
تساوي جرائم بني قريظة جميعا أمامها شيئا، وإنما راح يتعنت، ويصر على جحوده وكفره،
قال الكاتب: (ومرت الأيام، وجاء فتح مكة، وفر صفوان بن أمية، ولم يجد له مكانا في
مكة المكرمة، وعلم أنه لن يستقبل في أي مكان في الجزيرة العربية؛ فقد أصبح الإسلام
في كل مكان، فقرر أن يلقي بنفسه في البحر ليموت، فخرج صفوان في اتجاه البحر الأحمر
ومعه غلام اسمه يسار، وليس معه أحد غيره حتى وصل إلى البحر الأحمر، وهو في أشد
حالات الهزيمة النفسية، ورأى صفوان من بعيد أحد الرجال يتتبعه، فخاف، وقال لغلامه:
ويحك! انظر من ترى؟ قال الغلام: هذا عمير بن وهب. فقال صفوان: وماذا أصنع
بعمير..؟! والله ما جاء إلا يريد قتلي، فهو قد دخل في الإسلام، وقد ظاهر محمدا
علي. ولحق عمير بن وهب بصفوان بن أمية، فقال له صفوان: يا عمير، ما كفاك ما صنعت
بي! حملتني دينك وعيالك، ثم جئت تريد قتلي. فقال: أبا وهب، جعلت فداك..! قد جئتك
من عند أبر الناس، وأوصل الناس)
وهذه الصفات
الحقيقية لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وكان يمكن بسهولة
رد كل التدليسات والأكاذيب التي نسبت له، والتي تتنافى مع جلال النبوة.. لكنهم
للأسف يصرون على الجمع