responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجزرة بني قريظة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 187

هي قيمة هذه الإبل والشياه؟! إنها إما أن تؤكل أو تموت.. إن الدنيا بكاملها -وليست الإبل والشياه فقط- تفنى وتزول، ولكن الذي لا يزول هو نعيم الجنة، وكم من البشر سيخلد في نعيم الجنة؛ لأنه أعطى ذات يوم مجموعة من الإبل والشياه! أليس هذا فهما راقيا من رسول الله a لحقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة وحقيقة الغنائم وحقيقة البشر؟! أليس هذا تقديرا صائبا من الرسول الحكيم a في هذه المقارنة السريعة التي عقدها؟! الأغنام في مقابل الإسلام..!! الدنيا في مقابل الآخرة..!! لقد وجد الرسول a أن الأغنام -مهما كثرت- ثمن زهيد جدا للإسلام، فهانت عليه، بل هانت عليه الدنيا بكاملها، فأعطاها دون تردد، فالدنيا عنده لا تعدل جناح بعوضة، والدنيا عنده قطرة في يم واسع، والدنيا عنده أهون من جدي أسك(ميت)، ولم يكن هذا كلاما نظريا فلسفيا، وإنما كان حقيقة رآها كل المعاصرين له a بعيونهم، كان واقعا في حياته a، وحياة الصحابة رضوان الله عليهم، وحياة من عاملهم من المسلمين وغير المسلمين)

ثم ذكر آثار ذلك الموقف، فقال: (ولم يتبق في يده شيء لنفسه a!! لم يتبق ما يعوض به فقر السنين، وانقضاء العمر، وقد بلغ الستين بل تجاوزها! لم يحتفظ بشيء، ورأى الناس منه ما جعل عقولهم تطيش، وأفئدتهم تضطرب، فانطلق الأعراب يزدحمون عليه a يطلبون المال والأنعام لأنفسهم قبل أن تنفد، حتى اضطروه a -وهو الزعيم المنتصر والقائد الأعلى- أن يلجأ إلى شجرة، وانتزع الأعراب رداءه، فقال في أدب ورفق، ولين يليق به كنبي، ويجدر به كمعلم: (أيها الناس، ردوا علي ردائي، فوالذي نفسي بيده لو كان لكم عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم، ثم لا تجدوني بخيلا، ولا جبانا، ولا كذابا).. وصدق a.. فما كان بخيلا، ولا جبانا، ولا كذابا)

ليعذرني القارئ على نقل هذا المقال مع طوله، فقد كان غرضي منه أن نرى كيف يفكر أمثال هؤلاء الذين يدافعون عن الروايات التي ترمي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بكونه قتل المئات

نام کتاب : مجزرة بني قريظة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست