عندهم العزة.. لقد كان أولئك المنافقون
بقيادة عبد اله بن أبي يتخلفون عن الجهاد الحقيقي، ويصانعون أعداء الله، وكان من
تخلفهم لا يعدون عدة ولقد كشف الله أستارهم وأسرارهم فإذا كانوا يريدون الجهاد
حقيقة لأعدوا عدة الجهاد، ولكنهم لم يعدوها كانوا يتخلفون عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالأعذار القبيحة،
وكذلك فعل عبد الله بن أبي)
وبعد كل هذا الذي ذكره وغيره، راح يصف
رحمة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم به؛ فقال: (وبعد حياة حافلة بالمؤامرت على الإسلام؛ مات عبد الله بن أبي
بن سلول، وذهب منافقا إلى ربه، فماذا كان موقف النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟ وماذا حصل في نهاية قصة ذلك
الرجل؟ روى الإمام البخاري في صحيحه عن بن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي جاء
ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فسأله أن يعطيه قميصه ليكفن فيه أباه فأعطاه، ثم
سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ليصلي عليه فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (يارسول الله تصلي
عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه)، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: إنما خيرني الله فقال استغفر
لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة وسأزيده عن السبعين ، قال إنه منافق
فصلى عليه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم )
ولست أدري كيف غاب عن بني قريظة، وهم
يعرضون على الموت، أو قبل ذلك أن يستعملوا هذه الحيلة، فيتظاهروا بالإسلام الذي
تظاهر به عبد الله بن أبي وغيره من المنافقين، لينجو بأنفسهم، وبعد أن ينجو يعودون
إلى ما كانوا عليه.