نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191
وكان محلّةً متصلةً بقصره، فقاتلهم
الحكم فغلبهم وافترقوا وهدم دورهم ومساجدهم، ولحقوا بفاس من أرض العدوة،
وبالإسكندرية من أرض المشرق، ونزل بها جمع منهم، ثم ثاروا بها، فزحف إليهم عبد
الله بن طاهر صاحب مصر للمأمون بن الرشيد، وغلبهم، وأجازهم إلى جزيرة أقريطش، فلم
يزالوا بها إلى أن ملكها الإفرنج من أيديهم بعد مدّة)[1]
هذا بعض ما ذكره المؤرخون
المعايشون لذلك الواقع، ولو ذهبنا إلى الأدباء، أو إلى الكتب التاريخية نفسها،
لوجدنا العجب العجاب من المنكرات التي يعف اللسان عن ذكرها.
لكني مع ذلك، وبسبب أن الكثير لا
يقتنع بالجمل، بقدر ما يقتنع بالتفاصيل، فسأذكر ما ذكره بعض الباحثين الممجدين
لتاريخ المسلمين في الأندلس[2]، والذي نقل بنفسه من المصادر التاريخية ما يدل على ذلك الواقع
البعيد كل البعد عن الإسلام وجميع قيمة.
وقد قدم لذلك بقوله: (وقد أسهب المؤرخون في الحديث عن
هذا الأمر، فقد ذكر ابن حيان أن قرطبة حاضرة المسلمين هناك أصبحت مرتعاً خصباً
لمزاولة تلك الرذائل، حيث كان ملوك الطوائف إذا احتاجوا إلى شيء من الملهيات
يرسلون رسلهم إلى قرطبة للبحث والتنقيب عن الأوصاف التي يريدونها من الجواري، وأنه
في شوال سنة 422هـ ورد على أبي الوليد بن جهور في قرطبة رسول المظفر بن الأفطس
يلتمس شراء وصائف ملهيات يأنس بهن فوجد له صبيتين ملهيتين عند بعض التجار
واشتراهما له)[3]
وذكر أن المعتضد بن عباد ـ والذي
ذكرنا بعض جرائمه في المطلب السابق ـ كان له كلف بالنساء وخلط في أحباسهن فانتهى
في ذلك إلى مدى لم يبلغه أحد نظرائه، كما أن
[1]
نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس (1/ 339).
[2]
أثر الضعف الخلقي في سقوط الأندلس، حمد السحيباني، موقع مداد، 8/11/2007.