نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 201
في تلك الأقاليم يرفضها المجتمع
العثماني السني حيث كان من عقائدهم الفاسدة، تكفير الصحابة، ولعن العصر الأول،
وتحريف القرآن الكريم، وغير ذلك من الأفكار والعقائد فكان من الطبيعي أن يتصدى
لتلك الدعوة السلطان سليم زعيم الدولة السنية، فأعلن في اجتماع لكبار رجال الدولة
والقضاة ورجال السياسة وهيئة العلماء في عام 920هـ/1514م أن ايران بحكوماتها
الشيعية ومذهبها الشيعي يمثلان خطراً جسيماً، لا على الدولة العثمانية بل على
العالم الاسلامي كله، وأنه لهذا يرى الجهاد المقدس ضد الدولة الصفوية، وكان رأي
السلطان سليم هو رأي علماء أهل السنة في الدولة) [1]
والصلابي بقوله هذا يحتال على
قرائه ذلك أنه في قرارة نفسه، ومثل جميع السلفيين يعتبر الدولة العثمانية دولة
قبورية جهمية صوفية، وهي بذلك لا تختلف في كفرها عن الصفويين، لكنه يجيز لنفسه ضرب
الكفرة بعضهم ببعض.
وهو كذلك يعلم جيدا أن في
المناطق التي تستحوذ عليها الدولة الصفوية الكثير من السنة، ومع ذلك لم يتم إجبار
أحدهم على التشيع، بل بقوا على مذاهبهم، وإلى الآن لا زالوا عليها؛ فكيف يتهمه
بتشييع المناطق العثمانية التي لم تصلها جيوشه ولا عماله.
وكان في إمكانه لو تخلى عن
طائفيته أن يجد حلولا أخرى لذلك السلطان تتناسب مع الإسلام، وهي أن يرسل العلماء
لتلك المناطق التي تشيعت ليحاوروهم، ويقنعوهم بالتسنن، لكنه لم يفعل، لأن غرضه لم
يكن سوى الغرض الذي حركه لقتال خصومه من أقاربه، ولقتال سائر الممالك الإسلامية
بحجج مختلفة.
ولهذا كان هذا المبرر مغالطة
كبيرة، بل إنه من أحسن الأدلة التي يمكن أن يستدل بها الصفويون على وجوب مواجهة
العثمانيين، ذلك أن العثمانيين يتهمونهم في دينهم،