نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
من خاصة المسلمين وسلطاناً
لجماعة المؤمنين السنيين الموحدين.. وإذ قد افتى العلماء والفقهاء الذين بين
ظهرانينا بوجب قتلك ومقاتلة قومك فقد حق علينا أن ننشط لحربك وتخلص الناس من
شَرِكْ)[1]
وهذه الرسالة مع ما تحمله من
تغييب لكل القيم التي تقوم عليها العلاقات السياسية بين الدول، هي ما يحبه
الحركيون والسلفيون الذين هاموا في حب هذا السلطان على الرغم من اعترافهم بجرائمه
الكثيرة.
وكنموذج على ذلك، ما كتبه أحدهم،
وهو جهاد التُرباني، في كتاب له بعنوان [مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى
التاريخ]، الذي اعتبر فيه السلطان سليم من العظماء الذين نحتاج إلى التذكير كل حين
بخدماتهم للأمة، وأهمها القضاء على الصفويين، وقد قال في مقدمة مقاله عنه، والذي
عنونه بـ [مدمر دولة الصفويين: سليم الأول]: (نحن على موعدٍ جديدٍ مع فارس من نفس
طينة الصحابة، وللأسف فإن أغلبنا لم يسمع عنه البتة، والحق أنّي أجد بعضًا من
العذر لهؤلاء، وقد كنت منهم، نظرًا لإغفال المناهج الدراسية ذكر عظماء أمتنا بسبب
جهل من وضعوها بهم، أو لأسباب أخرى، وإن كنت شخصيًا أرجح تلك الأسباب الأخرى، أمّا
إذا أردت أن تعلم مدى عظمة هذا الرجل وما قدمه للمسلمين، فاطرح سؤالًا بسيطًا على
نفسك لا أشك أبدًا بأن إجابتك ستكون عليه بالإيجاب.. هل تحب رسول اللَّه a؟!.. إذًا فاعلم أن رسولك هذا الذي تحب
كان على وشك أن يُنبش قبره بعد أن تُحتل مدينته، وكان ذلك سيتم فعلًا لولا أن سخر
اللَّه للإسلام هذا الصقر الكاسر: السلطان العثماني سليم الأول رحمه اللَّه، بطل
معركة جالديران الخالدة. وقبل أن نغوص في بحار بطولات سلطاننا العظيم يجب علينا
أولًا أن نؤصل للمسألة، فالحكم على الشيء فرعٌ من
[1]
فتح العثمانيين عدن، محمد عبداللطيف البحراوي، ص113.
نام کتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203