نام کتاب : شمائل النبوة ومكارمها نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33
من ذلك، وما كان يأتيه أحدٌ حرٌ أو عبدٌ أو أمةٌ إلا قام معه في حاجته،
وقال أنس: والذي بعثه بالحق ما قال لي في شيء قط كرهه لم فعلته ولا لامني نساؤه
إلا قال دعوه إنما كان هذا بكتاب وقدر[1].
[الحديث: 21] كان من خلق رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يبدأ من لقيه بالسلام، ومن قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف،
وكان إذا لقي أحدا من أصحابه بدأه بالمصافحة، وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر
الله[2].
[الحديث: 22] كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لا يجلس إليه أحدٌ وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه فقال: ألك حاجةٌ؟
ولم يكن يعرف مجلسه من مجلس أصحابه لأنه كان حيث انتهى به المجلس جلس، وكان يكرم
من دخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه يجلسه عليه، وكان يؤثر الداخل عليه بالوسادة
التي تحته، وكان يعطي كل من جلس إليه نصيبه من وجهه حتى كأن مجلسه وسمعه وحديثه
ولطيف مجلسه وتوجهه للجالس إليه، ومجلسه مع ذلك حياءٌ وتواضعٌ وأمانةٌ، قال تعالى:
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، ولقد كان يدعو أصحابه بكناهم إكراما
لهم واستمالة لقلوبهم ويكني من لم تكن له كنية فكان يدعى بما كناه بها، ويكني أيضا
النساء اللاتي لهن الأولاد واللاتي لم يلدن، ويكني أيضا الصبيان فيستلين به
قلوبهم، وكان أبعد الناس غضبا وأسرعهم رضاء، وكان أرأف الناس بالناس وخير الناس
للناس وأنفع الناس للناس، ولم تكن ترفع في مجلسه الأصوات، وكان إذا قام من مجلسه
قال: (سبحانك اللهم