بأرض فلاة، وإن فضل العرش
على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة )[1]
قلت: وما علاقة هذا بما نحن
فيه؟
قال: لتعرف بهذا سر قوله a:( أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش
إقلالا)، فقد ذكر a بوصفه صاحب العرش، ليذكر
بلالا بأنه لا ينفق من عنده، وإنما ينفق من عند الله.
قلت: وما في هذا من العزاء
للفقير، ومن تيئيسه مما في أيدي الخلائق؟
قال: فيه العزاء العظيم،
فالفقير الذي ينشغل برؤية عرش الله، وخزائن الله لا يمد يده لأي أحد من الناس، بل
يكتفي بمدها لله، فماذا يساوي الخلق جميعا أمام أبسط مخلوقات الله.
قلت: وهذا أيضا يجعل الفقير
يشعر بفقر الخلق جميعا، فلا يحسدهم ولا يسألهم، ولا يتمنى أن يحصل له ما حصل لهم،
كما قال تعالى:{ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ
عَلَى بَعْضٍ}(النساء:32)
قال: ألم تسمع الحق تعالى،
وهو يقول في هذه الآية:{ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}؟
قلت: بلى، فما وجه علاقتها
بالنهي عن التمني؟
قال: لأن التمني يبدأ بجحود
فضل الله، وينتهي بتمني زوال فضل الله،