بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف بمن يأتي
به وهو ضاحك
وقال الآخر:
وإنا لنقري الضيف قبل نزوله ونشبعه بالبشر من وجه
ضاحك
قال: لقد أشار القرآن
الكريم إلى كل هذا، فقال في خبر إبراهيم u
عندما جاءه أضيافه من الملائكة:{ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا
بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (هود:71)، فضحكها في هذا المحل
يدل على مدى البشر الذي لاقوا به أضيافهم.
ثم التفت إلى الأفق البعيد
وصاح من أعماقه هامسا، أو همس من أعماقه صائحا:( ليت البخلاء إذا خافوا على
خزائنهم من الكرم أن لا يبخلوا بالبشر، فهو لا يكلفهم دينارا ولا درهما )
قلت: ولكنهم يخافون من جرأة
الفقراء عليهم، فلذلك يعبسون في وجوههم كما تعبس خزائنهم، أو كي تعبس خزائنهم.
الظلم:
قال لي المعلم: أتعلم الصفة الثالثة
التي ترفع أملك عن الخلق لتوجهه إلى الله؟
قلت: إنها الظلم، لقد ذكرت لي ذلك،
ولكنها صفة الجبابرة، وقل من أراه