قلت: فما الفرق بين كونها علما وكونها معرفة؟
قال: كالفرق بين رؤيتك للنار ولمسك لها.
قلت: فرق كبير.. فأنا أتمتع برؤية النار، ولكني لا أطيق لمسها.
قال: فكذلك أنت تفهم عجز الخلائق، ولكن لا تطيق الاستغناء عنهم، فلذلك تمد يدك، بل يداك إليهم كل حين.
قلت: فكيف أعلم عجز الخلائق؟
قال: بأن تقارن قواهم بقوى غيرهم.
قلت: كيف ذلك؟
قال: كيف تعلم عجز المصارع؟
قلت: إذا صرعه من هو أقوى منه.
قال: أفيمكن للذي صرع أمامك أن يتيه عليك بقوته؟
قلت: لا.. بل إنه سيستحي من إظهار قوته، لأنها ستنطق بعجزه.
قال: فقارن قوة الخلق التي يتيهون بها، ويتصورون أن لهم القدرة على مصارعة الكون بها بما تراه من مظاهر القوة في الكون.
قلت: إن عقلي ليتيه عندما يحاول إجراء مثل هذه المقارنة، إن الكون أعرض بكثير، والإنسان أضعف بكثير.. إنه يسحق سحقا.
قال: ومع ذلك ظهر فيكم من يدعي القوة التي يستعلي بها على الله.
قلت: أجل.. وقد قص علينا القرآن الكريم نماذج من ذلك، فذكر