responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 14

ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك، وغداً ترفع مع النبيين، فلا نصل إليك)[1]

ومنهم ذلك الرجل العظيم الذي جاء إلى النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، فقال: (يا رسول اللّه! إنك لأحب إليَّ من نفسي، وأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلتّ الجنة رفعتَ مع النبييّن، وإن دخلتُ الجنة خشيت أن لا أراك)[2]

ومنهم ثوبان مولى رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. فقد كان ـ كما يذكر الرواة ـ شديد الحب له a قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن؛ فقال له: (يا ثوبان ما غير لونك ؟) فقال: (يا رسول الله ما بي ضر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف ألا أراك هناك؛ لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل فذلك حين لا أراك أبدا)

وقد رسم الشاعر هذه المشاعر الصادقة، فقال:

شهود طلعة طه نعمة عظمت

قدراً وشاناً وكانت أفضل النعم

وكان ثوبان ذا وجه له شغف

بحبه دمعه يجري بمنسجم

قال الرسول له: مالي أراك كذا

فقال: شوقا لوجه منك مبتسم

إني ذكرتك في سري وفي علني

ففاض دمعي وحبي غير مكتتم

فهل أراك بجنات الخلود أجب

نعم يكون بفضل الله ذي الكرم

وعلى هؤلاء جميعا، وعلى جميع أجيال الأمة التي أحزنها ما أحزنهم نزلت هذه الآية:


[1] تفسير ابن كثير:2/354.

[2] رواه الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه (صفة الجنة)

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست