تحمل
نفس خصائص المادة الَّتي تنتمي إليها ـ يمكن تقسيمها إلى مُكوِّناتها.
وهذه
حقيقةٌ جديدةٌ تُعدُّ نتاجاً للتطوُّر في القرن الماضي، فمن المثير جدّاً للاهتمام
أنَّ هذه المعلومة كانت قد وُثِّقت فعلاً في القرآن الكريم قبل ذلك بأربعة عشر
قرناً، والَّذي يقول الله تعالى فيه:﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا
تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ
وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي
السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
(يونس:61)
فبلا
أدنى شك أنَّ مثل هذا التصريح لم يكن شيئاً مألوفاً حتَّى للعربيِّ في ذلك الوقت،
فبالنسبة له كانت الذرَّة هي أصغر شيءٍ موجود، وهذا دليلٌ على أنَّ القرآن لم يعف
عليه الزَّمن.
قلت:
أرى لك اهتماما آخر بالإعجاز العلمي الذي يذكر المسلمون بأنه موجود في القرآن؟
قال:
أجل.. إنَّ فهم القرآن الكريم بطريقةٍ علميَّةٍ حقيقيَّةٍ ممكنٌ للغاية، وذلك
لأنَّ القرآن الكريم يقدِّم شيئاً لا تقدِّمه الكتب السماويَّة الأخرى خاصَّة أو
الأديان الأخرى عامَّة. إنَّ في القرآن ما يطلبه العلماء. هناك الكثير في هذه
الأيَّام ممَّن لديهم نظريَّاتٍ عن طريقة عمل الكون، إنَّهم في كلِّ مكان من حولنا،
لكنَّ مجتمع أهل العلم لا يكلِّف نفسه حتَّى بالاستماع إليهم. وذلك لأنَّ المجتمع
العلميَّ -وخلال القرن الماضي- وضع شرطاً لقبول مناقشة النظريَّات الجديدة، وهو ما
يُسمَّى (اختبار الزَّيف) فهم يقولون: (إن كانت لديك نظريَّة، فلا تزعجنا بها حتى تحضر لنا مع هذه النظريَّة
طريقةً ما تُثبت إن كنت على صوابٍ أم على خطأ)
مثل هذا
الاختبار كان بالتأكيد هو السَّبب الَّذي جعل العلماء يستمعون لإينشتاين في مطلع
هذا القرن. لقد جاء بنظريَّةٍ جديدةٍ، وقال: (أنا
أعتقد بأنَّ الكون يعمل بهذه الطَّريقة، وها هي ثلاث طُرُقٍ لتُثبت إنْ كنت
مخطئاً!) بعدئذٍ وضع العلماء نظريَّته تحت الاختبار لمدَّة ستِّ سنوات، فنَجَحَتْ
في اجتياز الاختبارات، وبالطُّرق الثَّلاث كلِّها.