قلت:
إن البعض يذكر أن الإسلام دين تخلّف لا يقود إلى التقدم.
ابتسم،
وقال: الحمد لله.. إن الإسلام ليس متقدماً بمعنى التقدم الذي يعيشون فيه ويقودهم
إلى الهاوية.. والحمد لله.. إن الإسلام لم يتجه إلى هذا التقدم المادي الذي
يقصدونه.. ولو كان كذلك لما أثار انتباهي ولا انتباه هؤلاء المفكرين الذين وجدوا
فيه الخير والسعادة للبشرية، أمثال (رجاء غارودى) وغيره.
إن
الإسلام يعبر عن شيء خالد، ومن السخف أن نقول إنه متخلف، ولذلك يجب تغييره أو
استبداله.. إن التقدم الذي ينادون به قادهم إلى اليأس والضياع.. الحضارة والمدنية
الحديثة تعبر عن صراع الإنسان مع المادة والحياة.. في حين يعبر الإسلام عن
الحقيقة، ولذلك فلا داعي لأن يتجه الإسلام نحو التقدم بالمعنى الذي يريدونه، وهو
الفوضى والدمار واليأس.
قلت:
هناك من يفرق بين الإسلام كدين، والمسلمين كأشخاص.. فهل ذلك صحيح.. أم..
قاطعني
قائلا، والابتسامة تملأه فمه: هناك قصة فيها رد على ذلك.. فأنا أعرف صديقاً منذ
فترة اعتنق الإسلام في السادسة والعشرين من عمره اسمه محمد أسد[1]، كان يهوديّاً واعتنق الإسلام عام 1926،
وألف كتاباً بعنوان (الطريق إلى مكة)، وأصبح من علماء الإسلام، وله مؤلفات أخرى
كثيرة.. قابلته منذ فترة في باكستان حيث يعيش هناك.. وسألته نفس هذا السؤال: هل
هناك فرق بين الإسلام كدين والمسلمين كأشخاص؟
فقال لي:
إذا كنا قد اعتنقنا الإسلام فليس هذا بسبب المسلمين.. ولكن السبب أن الإسلام حقيقة
لا ينكرها أحد.