ثم نظر
إلي، وقال: صحيح أن هناك تدهورا في حال المسلمين.. ولكني أصارحك القول بأن التدهور
في حال أصحاب الأديان الأخرى أكثر مما هو في المسلمين.. إن الإسلام آخر تعبير عن
الرحمة الإلهية.. وما زال قادراً على العطاء.. عطاء كل ما يُخَلّص الإنسان من شقاء
الحياة وآلامها ومتاعبها.. إن الإسلام يجدد الصلة بين المرء وربه التي قطعها إنسان
اليوم.
حتى إذا
كان المسلمون في حالة تدهور أو انهيار، فإن دينهم قادر على منحهم الحياة السعيدة
المطمئنة التي تعينهم على التغلب على تلك الأزمات الأخلاقية التي يعيشها الغرب.
قلت:
كيف تفسر ظاهرة الإقبال على اعتناق الإسلام من جانب الأوربيين؟
قال:
السبب ـ كما قلت ـ الأزمة التي قادتهم إليها الحضارة والمدنية الحديثة.. لقد أصبح
الأوربيون يعيشون في حالة يأس لأنهم لا يؤمنون بشيء، ولذلك فهم يبحثون عن معنى
لحياتهم، وقد وجدوا هذا المعنى في الإسلام فأقبلوا عليه.
الكولونيل دونالدس روكويل:
من
الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا الفصل اسم (الكولونيل دونالدس روكويل)،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا اسم لكاتب أمريكي اعتنق الإسلام، وقد التقيت به في
بعض المؤتمرات، وقد بادرني بالحديث عن الدوافع التي جعلته يختار الإسلام، فقال
يعددها: ثمانية أمور في الإسلام دفعتني إليه دفعا لم أتمكن من التفلت منه.
قلت:
فما أولها؟
قال:
البساطة.. إن بساطة الإسلام، ومساجد المسلمين بجاذبيتها، وبما في أجوائها من روعة
وجلال ووقار، وما يتميز به المسلمون المؤمنون من ثقة باعثة على اليقين تجعلهم
يستجيبون لنداء الصلاة خمس مرات في اليوم، كل هذه الأمور ملكت علىَّ مشاعري منذ
البداية...