نام کتاب : منابع الهداية الصافية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 150
فحسب.
3.
إنّ روايات الظاهر والباطن تدلّ على أنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، بل إنّ له عدّة
بطون. إلّا أنّ المستفاد من هذه الروايات أنّ جميع الآيات القرآنية، على الرغم من
ظهوراتها المختلفة فإنّ لها باطناً لا أكثر، ألا وهو عليّ وأهل البيت وولايتهم.
4.
إنّ الذي نراه في تفسير الظاهر والباطن هو أنّ المعاني الباطنة للقرآن تقع في طول
المعاني الظاهرة، مع أنّ المعاني الواردة في أخبار التطبيق هي في عرض المعاني
الظاهرة من الآيات.
وأما الثانية: فهي أنّ
المعاني الواردة، في أخبار التطبيق، هي من باب المجاز، بمعنى أنّ استعمال اللفظ
القرآني في هذه المعاني ليس على نحو الحقيقة، بل على نحو المجاز بما لا يتنافى
والمعنى الحقيقي لها [1]، وقد أجاب على هذه
الشبهة بأن (استعمال اللفظ في غير معنى واحد غير ممكن، وعليه فلا يمكن أن يقال:
إنّ الله سبحانه يريد من اللفظ القرآني كلا المعنيين الحقيقي والمجازي معاً، بل لا
بدّ من أن يريد أحدهما، إمّا الحقيقي أو المجازي، فإذا قال شخص (رأيت أسداً)، فإمّا
أن يكون قد قصد المعنى الحقيقي له وهو الحيوان المفترس، وإمّا المعنى المجازي له،
وهو الإنسان الشجاع. ولا يمكن أن يريد كلا المعنيين في هذا الاستعمال)[2]
ثم ذكر النتائج الخطيرة التي تنتج
عن تلك الروايات وأمثالها، فقال: (لقد استغلّ بعضهم نصوص الجري والتطبيق للآيات
على أهل البيت لتمرير أهدافهم المتمثّلة في إنكار أصول الشريعة وفروعها، وبالمآل
هدم أصول الدِّين والقضاء على الإسلام، ويأتي من هذا